العرض في الرئيسةفضاء حر

صراع قوميات لا صراع أديان

يمنات

مكرم العزب

أنا شخصيا لا اؤمن  بأن الصراع بين غرب كافر و شرق مؤمن..

الصراع الحقيقي بين قوميات و شعوب تتصارع من أجل مصالحها الاقتصادية و تأمين البقاﺀ و الرفاة و السعادة لأجيالها المتعاقبة, و الدليل أن العرب جميعهم مسلمين، و رغم ذلك يتصارعون و يدّخلون في شؤون بعضهم و يعتدون على بعضهم, كذلك الفرس مسلمون و يصارعون العرب و يتمنون سلب ثروتهم, و الاتراك مسلمون و لهم تجربة كبيرة في استعمار الوطن العربي و نهب ثرواته, و لا زالت طموحاتهم قائمة في العودة للسيطرة على ثروتنا العربية.

و الاسلام بطبيعته دين للعالمين, حتى لو افترضنا جدلا أن امريكا كلها مسلمة و الغرب كله مسلم و الصين و اليابان و دول جنوب شرق آسيا مسلمة, هل تتوقعون أن ينتهي صراعنا مع هذه الدول..؟ 

حتما بأن الصراع سيظل .. فهو صراع من اجل البقاﺀ و المصالح و يتخذ كل الاساليب و الوسائل, و لدينا – نحن العرب –  أوهام تعد من الأسباب الرئيسة في تخلفنا, و هو ان الغرب يكره الإسلام و المسلمين و حاقد على الاسلام و المسلمين, و الغرب يعرفون تماما حقيقة الاسلام بأنه دين عدل و مساواة و اخلاق اكثر منا العرب, و يعرفون أننا خياليون و بعيدون عن الواقع و قيم الإسلام الاخلاقية الحقيقية, و لا نستطيع أن نعرف أو ندرك حقيقة تخلفنا و حقيقة مرضنا و أوهامنا.

لذا يعمل الغرب من خلال دراساتهم و أبحاثهم و تعاونها مع أجهزة استخباراتهم  من اجل الابقاﺀ على هذا التفكير. و هذا المنطق غير العقلاني و يمولون حركات الارهاب التي تتقنع بالإسلام خصوصا باستغلال عقول أكثر العوام و أشباه المثقفين, من أجل الحفاظ على مصالحهم فقط.

و يستخدم الغرب و الشرق الاستعماري تلك الجماعات الدينية بتنوعها المذهبي و القومي و التي أوجدوها اساسا و غرسوها في خاصرة أوطاننا لهذا الغرض, فهذه الجماعات الدينية تجد نفسها تعمل من أجل ترويج الاشاعات و الخزعبلات و الاساطير و الهرطقات التي تجّهّل مجتمعاتنا, و تصنع عقول الجهل والاستغفال.

و اتوقع أن تظل هذه الجماعات  بعملها الدؤوب في خدمة اسيادها و في ظلام انتشار الأمية و الجهل  عقودا من الزمن حتى تهلك الحرث و النسل.

و أخيراً اسألكم:  لماذا كل الجماعات الدينية – بدون إستثناﺀ – تستثمر اموالها في الغرب, و تربي قياداتها في أمريكا و بريطانيا و فرنسا و السويد و سويسرا،  و هي دول كافرة بنظرهم. هل هو حب في العرب..؟!

زر الذهاب إلى الأعلى